حملت وزيرة الخارجية الأميركية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة, فيما اعتبرت الحركة تصريحات كوندوليزا رايس بأنها استمرار للحرب ضدها وضد المقاومة.
ودعت رايس -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط عقب محادثات مع الرئيس حسني مبارك بالقاهرة- إلى وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية على المدن الإسرائيلية, مطالبة في الوقت ذاته تل أبيب بتجنب إيذاء المدنيين الفلسطينيين.
وأضافت الوزيرة الأميركية أن الأزمة بقطاع غزة بدأت بعد سيطرة حماس عليه وعلى مؤسساته. كما دعت إلى تواصل عملية السلام لأنها "الرد القوي على قوى التطرف" والسبيل لتحقيق الاستقرار والأمن للشعب الفلسطيني.
كما جددت رايس دعم إدارتها لقوات السلطة الفلسطينية لتكون "جزءا من الحل وتكون قادرة على الدفاع عن الدولة الجديدة وعلى مواجهة الإرهاب".
تسليح إيراني
وردا على سؤال بشأن تقارير صحفية أميركية تحدثت عن طلب واشنطن من الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواجهة حماس عسكريا, قالت رايس إنها لم تقرأ هذه التقارير لكنها عادت وقالت إن "حماس تتسلح ومن الواضح جدا أن جزءا من هذا التسليح يأتي من إيران".
وكانت مجلة فانيتي فير الأميركية نشرت تحقيقا مطولا في عددها اليوم جاء فيه أن إدارة الرئيس جورج بوش أعدت خطة سرية للإطاحة بحكومة حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006.
وعرضت المجلة ما قالت إنها وثائق تكشف أن بوش دعم قوة مسلحة بقيادة القيادي بحركة فتح محمد دحلان لإقصاء حكومة حماس. وقالت أيضا إن هذا كان سبب الصدام بين فتح وحماس في غزة.
وكانت رايس استبقت زيارتها للمنطقة بتجديد الثقة بفرص نجاح السلام بين الجانبين والتي انطلقت بمؤتمر أنابوليس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
بدوره اتفق وزير الخارجية المصري مع رايس على ضرورة الاستمرار في عملية السلام على أساس "أرضية من الهدوء" مؤكدا أن القاهرة تسعى للتوصل لوقف إطلاق النار والتهدئة بغزة.
وأضاف أبو الغيط أن هناك اتصالات نشطة بين القاهرة وكل من الفلسطينيين والإسرائيليين لإقناع الطرف الأول بوقف إطلاق الصواريخ, ووقف استخدام القوة "غير المتكافئ" من قبل الطرف الآخر.
سامي أبو زهري دعا رئيس السلطة لإعلان وقف نهائي للمحادثات مع إسرائيل (الفرنسية)
خداع
بالمقابل اعتبر المتحدث باسم حماس تصريحات رايس بأنها تعكس طبيعة أهداف جولتها بالمنطقة والتي تتركز حول "التحريض على استمرار الحرب ضد حركة حماس والمقاومة".
وأضاف د. سامي أبو زهري أن إطلاق مثل تلك التصريحات يستهدف "خداع" الشعوب والتستر على الجريمة التي ارتكبها الرئيس الأميركي جورج بوش بحق الشعب الفلسطيني لأنه "منح الضوء الأخضر" خلال زيارته الأخيرة للمنطقة لشن الحرب على غزة.
وتوجه الناطق إلى الرئيس الفلسطيني بطلب عدم الاستماع إلى دعوة الوزيرة الأميركية استئناف الاتصالات، وإعلان وقف نهائي للمفاوضات وعدم الاكتفاء بتعليقها كرد طبيعي للعدوان الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية في وقت لاحق كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وعباس.